هيئة الإغاثة الإنسانية IHH
0
تبرّع
تابعنا
AR
TRY
أغلق
  • من نحن
  • مالذي نفعله
  • كيف تساهم
  • تسجيل الدخول
لقد قامت هيئة الإغاثة الإنسانية بإنشاء بيتي، أهو من الكثير ان اقدم لهم بعض الحلوى؟
اليتيم 13.02.2013

 

صالح بيليجي

رأيت الحصار في قطاع غزة... رفوف العلاج الفارغة.. أبرياء تعوقوا نتيجة للحرب هناك.. اطفال رضع معاقين وتشوهات ناجمة عن القنابل الكيماوية. مرضى السرطان ومرضى مجبرون على إستخدام آلات غسيل الكلى بنفس السبب. ساعات طويلة من إنقطاع التيار الكهربائي وطوابير الوقود التي تمتد لأميال. ولكن والأهم من ذلك، رأيت الامل في عيون اهل قطاع غزة الذي قمت بزيارته للمرة الثانية

قابلنا فريق من القطاع بعد دخولنا قطاع غزة عبر بوابة رفح على الحدود المصرية ورحب بنا احد الاصدقاء قائلا : \'\' اهلا ومرحبا بكم في أرض الرباط \'\' لتبدأ بعدها رحلتنا في غزة. نتحرك في طريقنا إلى وسط قطاع غزة التي يرحب فيها الفلسطينيون بكل وفد يقدم من تركيا. يجذب إنتباهي اجبال ضخمة من القمامة على طول الطريق. اخبرنا المسؤولون بعد ذلك انهم لم يجدوا بعد حل لمشكلة القمامة لإنعدام تكنولوجيا تحويل النفايات في القطاع. واضاف مسؤول آخر قائلا : \'\' نحاول جمع النفايات عن طريق 1500 عربة تقودها الحمير فعربات القمامة التي قدمتها الأمم المتحدة ليست كافية
 
نواصل طريقنا وسط المباني الجاري إنشائها. يتم عبر الانفاق التي يزداد أعدادها كل يوم مستلزمات البناء المختلفة التي تستخدم بي بناء المجمعات السكنية والمستشفيات والطرق والمدارس. وبزيادة عدد الانفاق إنخفضت اخيرا أسعار مواد البناء حيث بلغ سعر الطن الواحد من الحديد حوالي 1000 دولار امريكي بعد ان تجاوز 3000 دولار امريكي من قبل بينما انخفض كيس الاسمنت الى 5 دولارات فقط

وبينما ونحن جالسين في اشهر محل للحلويات في قطاع غزة تقدم لنا النادل بطبق ثاني من الحلويات فسألناه عن سبب هذا الإكرام فأجابنا قائلا : \'\' لقد قامت هيئة الإغاثة الإنسانية بإنشاء منزلنا الذي دمر في الحرب، اهو من الكثير ان قدم لهم بعض الحلوى!؟.\'\'. علمت أن هيئة الإغاثة الإنسانية و حقوق الإنسان و الحريات (IHH) تقوم بأعمال هامة في قطاع غزة و تولت رعاية 10 آلاف يتيم.

ولا استطيع أن اصف لكم الصدمة التي عشتها نتيجة لما رأيته في مستشفى الشفاء أكبر مستشفى في غزة فالمستشفى مليئة بأطفال رضع مشوهين ومرضى بأمراض خلقية وجميع الحاضنات الصحية مليئة بهم وبرضع ولدوا قبل أوانهم. وعندما سألنا عن سبب هذا العدد الكبير من الاطفال اجابنا السيد الدكتور أيمن السهباني رئيس قسم الجراحة بالمستشفى ان السبب هو ما إستخدمته إسرائيل في الحرب الاخيرة على غزة من القنابل الفوسفورية وغيرها من القنابل الكيماوية وانها تسببت ايضا في زيادة بنسبة 50 في المئة في حالات الاصابة بالسرطان
 
وإستقبلنا في مكتبه السيد الدكتور حسن خلف نائب وزير الصحة في غزة والذي اشار إلى أنهم قد قاموا بإعداد قائمة بالمستلزمات الطبية والادوية المحظورة مضيفا : \'\' لا يوجد في قطاع غزة 210 علاج من الأدوية الأساسية الضرورية التي يبلغ عددها 460، بينما ينقصنا 250 من مواد الإستهلاك الطبية من بين 900 مادة. فاسرائيل لا تسمح بمرور المواد التي تنقصنا كما وليس بإمكاننا إحضار مثل هذه المستلزمات والادوية عبر الانفاق. كما ولا يمكننا إحضار قطع غيار الالات الطبية التي تتجاوز قيمتها ملايين الدولارات وذلك بسبب الحصار المفروض منذ سنين لذا ليس بإمكاننا إستخدام هذه الالات والاجهزة الطبية. ونجبر بعض الأحيان على إحضار مهندسين متخصصين من مصر عبر الانفاق
 
واشار السيد الدكتور حسن خلف إلى انهم يواجهون صعوبات ايضا في مجالات تخصصية عدة من بينها اطباء قلب الاطفال وأخصائي أمراض الأوعية الدموية واخصائي تجميل وحروق ومتخصصين عيون وغيرها

ولهذا، يضطر المرضى الذين يصعب علاجهم في قطاع غزة إلى الذهاب إلى مصر لتلقي العلاج اللازم مما يتسبب في تكاليف باهظة على المريض نفسه وحكومة حماس هناك التي تساهم في العلاج. كما وهناك العديد ممن يلقوا حتفهم في طريقهم إلى مصر من اجل هذا الغرض. الحكاية التي سمعناها عن 3 أطفال مرضى بأمراض قلب كانت مأساوية ومحزنة للغاية; حيث توفي أحدهم في مصر بعد إجراء عملية جراحية لقلبه بينما توفي ثانيهم في مدينة رفح قبل سفره إلى هناك بينما لقي توفي ثالثهم وهو في طريقه إلى تركيا من اجل العلاج. واكد مسؤولون في وزارة الصحة  ان إسرائيل تقبل علاج المرضى الفلسطينيين مقابل قبولهم التجسس لصالحهم والذي لم يقبله احد مفضلين الموت على خيانتهم لشعبهم
 
الحياة هنا مرتبطة تماما بالانفاق والتي تبلغ 900 نفقا إلا انه وفقا لارقام غير رسمية، يتجاوز عدد الانفاق في قطاع غزة الالفين نفق. كل شئ نراه في غزة يأتي من خلال الأنفاق من المواد الغذائية ومواد البناء والسيارات والحيوانات الحية والفواكه والخضروات ومعدات النقل والأدوية والمستلزمات الطبية وغيرها
 
 وتبلغ مساحة قطاع غزة حوالي 360 كيلومترا مربعا يقيم فيه حوالي مليون و 500 الف نسمة وفقا للأرقام الرسمية في حين يؤكد مسؤولون من حماس ان الرقم قد تجاوز مليون و 800 الف نسمة. ويتراوح عرض قطاع غزة من البحر إلى الداخل من 7 إلى 10 كيلومترات وطوله من مصر إلى الشمال حوالي 45 كيلومترا. هذا العدد الكبير من الناس على هذه المساحة الصغيرة وما يقرب من مليون شخص يعيشون في مخيمات للاجئين هنا كلاجئين
 
80 في المئة من سكان غزة يعيشون تحت خط الفقر بينما تبلغ نسبة البطالة نحو 40 في المئة، وهو رقم مرتفع جدا. متوسط ​​الدخل الشهري للفرد الواحد يبلغ 350 دولارا امريكيا في الوقت الذي ترتفع فيه نسبة الغلاء بشكل باهظ بسبب الحصار وخاصة في الفترة التي تبعت الحرب التي شنتها إسرائيل ضد قطاع غزة عام 2008. وفي الآونة الأخيرة، أدى تزايد عدد الأنفاق في القطاع إلى رخص في اسعار البضائع
تعاني غزة خلال الأشهر القليلة الماضية من نقص شديد في الوقود. وذلك بسبب عرقلة السلطات المصرية دخول الوقود الكافي إلى قطاع غزة عبر الانفاق لذلك يصعب تشغيل محطة توليد الكهرباء الوحيدة العاملة بالوقود مما يسبب إنقطاع للتيار الكهربائي لمدة 8 ساعات يوميا. ويضطر الناس هناك إلى إستخدام مولدات الكهرباء التي تحتاج ايضا إلى وقود مما يجرهم على الإنتظار لمدة ساعات في طوابير طويلة في محطات البنزين للحصول على وقود من اجل سياراتهم ومولداتهم الكهربائية. وافاد السيد وزير الطاقة يوسف المنصور انه يستخدم في بيته بطاريات السيارات. والمستشفيات من اهم الاماكن التي تعاني من هذه المشكلة ومن إنقطاع الكهرباء بشكل يومي .
 
وخلاصة الكلام، على الرغم من ان الحياة في فلسطين مرتبطة بالحصار إلا ان الحياة هناك مستمرة بشكل من الاشكال. فمن الواضح ان إسرائيل ستواصل حصارها غير المشروع على قطاع غزة. ولكن من المتوقع ان تتغير السياسة المصرية في هذا الموضوع بطريقة إيجابية بعد الانتخابات الرئاسية في مصر. فبفتح مصر لمعبر رفح الحدودي بشكل تام، سيتخلص شعب غزة من الانفاق. فسيتحول الربيع العربي في وقت قريب إلى الربيع الفلسطيني ولا بديل لذلك

وبالطبع يجب ان لا تنسى الامة الإسلامية أبدا قطاع غزة والشعب الفلسطيني لان مصير كل تطور إيجابي للقضية الفلسطينية مرتبط تماما بذلك